Wed, 15 May 2024 01:10:26 +0000

وقوله: {إن الظن لا يغني من الحق شيئاً} الحق ما هو عليه الشيء وظاهر أنه لا يدرك إلا بالعلم الذي هو الاعتقاد المانع من النقيض لا غير وأما غير العلم مما فيه احتمال الخلاف فلا يتعين فيه المدرك على ما هو عليه في الواقع فلا مجوز لأن يعتمد عليه في الحقائق قال تعالى: { ولا تقفُ ما ليس لك به علم}. قوله تعالى: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة} الخ، الإثم هو الذنب وأصله - كما ذكره الراغب - الفعل المبطئ عن الثواب والخير، وكبائر الإثم المعاصي الكبيرة وهو على ما في الرواية ما أوعد الله عليه النار، وقد تقدم البحث عنها في تفسير قوله تعالى: { إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم}. قال الإمام أحمد: حدثنا إسحاق حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى, فإنه لا يدري ما يكتب له من أمنيته" تفرد به أحمد. واللات والعزى ومناة أصنام ثلاث كانت معبودة لعرب الجاهلية، وقد اختلفوا في وصف صورها، وفي موضعها الذي كانت منصوبة عليه، وفي من يعبدها من العرب، وفي الأسباب التي أوجبت عبادتهم لها، وهي أقوال متدافعة لا سبيل إلى الإعتماد على شيء منها، والمتيقن منها ما أوردناه. قوله تعالى: {فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا} تفريع على اتباعهم الظن وهوى الأنفس، فقوله: {فأعرض عمن} الخ، أمر بالإعراض عنهم وإنما لم يقل: فأعرض عنهم، ووضع قوله: {من تولى عن ذكرنا} الخ، موضع الضمير للدلالة على علة الأمر بالإعراض كأنه قيل: إن هؤلاء يتركون العلم ويتبعون الظن وما تهوى الأنفس وإنما فعلوا ذلك لأنهم تولوا عن الذكر وأرادوا الحياة الدنيا فلا همّ لهم إلا الدنيا فهي مبلغهم من العلم، وإذا كان كذلك فأعرض عنهم لأنهم في ضلال. Reviews aren't verified, but Google checks for and removes fake content when it's identified. ومناة "، قرأ ابن كثير بالمد والهمزة، وقرأ العامة بالقصر غير مهموز، لأن العرب سمت زيد مناة وعبد مناة، ولم يسمع فيها المد. وأما مناة فكانت بالمشلل عند قديد بين مكة والمدينة, وكانت خزاعة والأوس والخزرج في جاهليتها يعظمونها ويهلون منها للحج إلى الكعبة. تفاسير الشيعة الإثنى عشرية. قال أبو البقاء: فالوصف بالأخرى للتأكيد وقد استشكل وصف الثالثة بالأخرى، والعرب إنما تصف به الثانية، فقال الخليل: إنما قال ذلك لوفاق رؤوس الآية كقوله: "مآرب أخرى" وقال الحسين بن الفضل: فيه تقديم وتأخير، والتقدير: أفرأيتم اللات والعزى الأخرى ومناة الثالثة. وقال قتادة: كانت للأنصار.

مائة حدتها بعدها مائتان لـــي وعمرت من عدد الشهور سنينا. قال مجاهد: هي شجرة كانت بغطفان، وكانوا يعبدونها، فبعث إليها النبي صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فقطعها، وقيل كانت شيطانة تأتي ثلاث سمرات ببطن نخلة. وقوله: " فلله الآخرة والأولى " أي إنما الأمر كله لله مالك الدنيا والاخرة والمتصرف في الدنيا والاخرة, فهو الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن. ثم ذكر هذه الأصنام الثلاثة التي اشتهرت في العرب وعظم اعتقادهم فيها.

وقيل سمي بذلك لأنهم كانوا يريقون عنده الدماء يتقربون بذلك إليه. إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَآءٌ سَمَّيْتُمُوهَآ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَمَا تَهْوَى ٱلأَنفُسُ وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّن رَّبِّهِمُ ٱلْهُدَىٰ. واختلف القراء هل يوقف عليها بالتاء أو بالهاء؟ فوقف عليها الجمهور بالتاء ووقف عليها الكسائي بالهاء، واختار الزجاج والفراء الوقف بالتاء لاتباع رسم المصحف فإنها تكتب بالتاء، وقرأ ابن عباس وابن الزبير ومجاهد ومنصور بن المعتمر وأبو الجوزاء وأبو صالح وحميد اللات بتشديد التاء، ورويت هذه القراءة عن ابن كثير، فقيل هو اسم رجل كان يلت السويق ويطعمه الحاج، فلما كان رجلاً في رأس جبل يتخذ من لبنها وسمنها حيساً ويطعم الحاج، وكان ببطن نخلة، فلما مات عبدوه. وقال بعضهم: كان بالطائف. قوله تعالى " ومناة الثالثة الأخرى " قرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد ومجاهدوالسلميوالأعشىعن أبي بكر ( ومناءة) بالمد والهمز.

والباقون بترك الهمز لغتان. فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا. واختلف أهل العربية في وجه الوقف على اللات ومنات فكان بعض نحويي البصرة يقول: إذا سكت قلت اللات وكذلك مناة تقول: منات. والالتفات في الآية من الخطاب إلى الغيبة للإشعار بأنهم أحط فهماً من أن يخاطبوا بهذا الكلام على أنهم غير مستعدين لأن يخاطبوا بكلام برهاني وهم أتباع الظن والهوى. وقال بعضهم: ما كتب في المصحف بالتاء يوقف عليه بالتاء، وما كتب بالهاء فيوقف عليه بالهاء. Dar Al Kotob Al Ilmiyah. غير هذه الثلاثة التي نص عليها في كتابه العزيز, وإنما أفرد هذه بالذكر لأنها أشهر من غيرها. الموسوعة الكبرى لأطراف الحديث النبوي الشريف 1-50 ج6. وقد فسر في روايات أئمة أهل البيت عليهم السلام بثالث المعاني.

فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: "قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير, وانفث عن شمالك ثلاثاً, وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم لا تعد". 20 - And another, the third (goddess), Manat? وقوله: {وإذ أنتم أجنة في بطون أُمهاتكم} الأجنة جمع جنين، والكلام معطوف على {إذ} السابق أي وهو أعلم بكم إذ كنتم أجنة في أرحام أُمهاتكم يعلم ما حقيقتكم وما أنتم عليه من الحال وما في سرّكم وإلى ما يؤول أمركم. قوله تعالى " الأخرى " العرب لا تقول للثالثة أخرى وإنما الأخرى نعت للثانية واختلفوا في وجهها فقال الخليل إنما قال ذلك لوفاق رؤوس الآي كقوله " مآرب أخرى " ولم يقل آخر. وبذلك سميت منى لكثرة ما يراق فيها من الدماء. وعلى هذا فالظاهر تعلق قوله: {ليجزي} الخ، بقوله السابق: {فأعرض عمن تولى} الخ، والمعنى: أعرض عنهم وكِلْ أمرهم إلى الله ليجزيهم كذا وكذا ويجزيك ويجزي المحسنين كذا وكذا. أي صب، لأن دماء النسائك كانت تصب عندها يتقربون بذلك إليها. أَفَرَأَيْتُمُ ٱللاَّتَ وَٱلْعُزَّىٰ. قوله تعالى: {ذلك مبلغهم من العلم إن ربك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بمن اهتدى} الإشارة بذلك إلى أمر الدنيا وهو معلوم من الآية السابقة وكونه مبلغ علمهم من قبيل الاستعارة كأن العلم يسير إلى المعلوم وينتهي إليه وعلمهم انتهى في مسيره إلى الدنيا وبلغها ووقف عندها ولم يتجاوزها، ولازم ذلك أن تكون الدنيا متعلق إرادتهم وطلبهم، وموطن همّهم، وغاية آمالهم لا يطمئنون إلى غيرها ولا يقبلون إلا عليها. لها سدنة وحجاب وتهدى لها كما يهدى للكعبة, وتطوف بها كطوافها بها, وتنحر عندها, وهي تعرف فضل الكعبة عليها لأنها كانت قد عرفت أنها بيت إبراهيم عليه السلام ومسجده: فكانت لقريش ولبني كنانة العزى بنخلة, وكان سدنتها وحجابها بني شيبان من سليم, حلفاء بني هاشم, قلت: بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فهدمها وجعل يقول: يا عزى كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك. قال الخليل: فالياء لوفاق رؤوس الآي، كقوله: " مآرب أخرى " (طه-18) ولم يقل: أخر. قال ابن إسحاق: كانت مناة للأوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد, فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها أبا سفيان صخر بن حرب فهدمها, ويقال علي بن أبي طالب قال: وكانت ذو الخلصة لدوس وخثعم وبجيلة, ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة.

وفي الكلام تلويح إلى أنهم ليس لهم للدلالة على صحة ألوهية آلهتهم أو شفاعتهم إلا التمني، ولا يملك شيء بالتمني. محمد السعيد بن بسيوني زغلول. والمعنى: إن يتبع هؤلاء المشركون في أمر آلهتهم إلا الظن وما يميل إليه أنفسهم شهوة يتبعون ذلك والحال أنه قد جاءهم من الله وهو ربهم الهدى وهي الدعوة الحقة أو القرآن الذي يهديهم إلى الحق. Get this book in print. فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ. وقال الكلبي: كان رجلاً من ثقيف له صرمة غنم، وقيل إنه عامر بن الظرب العدواني، وكان هذا الصنم لثقيف، وفيه يقول الشاعر: لا تنصروا اللات إن الله مهلكها وكيف ينصركم من ليس ينتصر. والآية تفسر ما في الآية السابقة من قوله: {الذين أحسنوا} فهم الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش ومن الجائز أن يقع منهم لمم. حدثنا بشر قال: ثنا يزيد قال ثنا سعيد عن قتادة " ومناة الثالثة الأخرى " قال: أما مناة فكانت بقديد آلهة كانوا يعبدونها يعني اللات والعزى ومناة. قرأ الجمهور "اللات" بتخفيف التاء، فقيل هو مأخوذ من اسم الله سبحانه كما تقدم وقيل أصله لات يليت، فالتاء أصيلة، وقيل هي زائدة وأصله لوى يلوي لأنهم كانوا يلوون أعناقهم إليها أو يلتوون عليها ويطوفون بها. وقال آخرون: كان بيتا بالطائف تعبده ثقيف. وروى البخاري عن عائشة نحوه, وقد كان بجزيرة العرب وغيرها طواغيت أخر تعظمها العرب كتعظيم الكعبة. قرأ الجمهور "مناة" بألف من دون همزة، وقرأ ابن كثير وابن محيصن وحميد ومجاهد والسلمي بالمد والهمز. وقيل: إنما قال " ومناة الثالثة الأخرى " لأنها كانت مرتبة عند المشركين في التعظيم بعد اللات والعزى فالكلام على نسقه.

واختلفت القرّاء في قراءة قوله: ( اللاتَ) فقرأته عامة قرّاء الأمصار بتخفيف التاء على المعنى الذي وصفتُ. فنحن على موقع Maal7ul نعمل جاهدين في تقديم الحلول النموذجية لكافة الأسئلة التي يطرحها الزوار, وفيما يلي نعرض لكم إجابة السؤال التالي: الإجابة الصحيحة هي: الشرك في الأسماء والصفات. اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة: موافق. قوله تعالى: {وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى} الفرق بين الإذن والرضا أن الإذن إعلام ارتفاع المانع من قبل الآذن، والرضا ملاءمة نفس الراضي للشيء وعدم امتناعها فربما تحقق الإذن بشيء مع عدم الرضا ولا يتحقق رضاً إلا مع الإذن بالفعل أو بالقوة. وقال قتادة: هي بيت كان يبطن نخلة "ومناة" صنم بني هلال، وقال ابن هشام: صنم هذيل وخزاعة. وذُكر أن اللات بيت كان بنخلة تعبده قريش. والمعنى: إذا كان كذلك وكانت أرباب هذه الأصنام من الملائكة بنات الله، وأنتم لا ترضون لأنفسكم إلا الذكر من الأولاد فهل لكم الذكر ولله. حدثنا أحمد بن هشام, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, عن إسرائيل, عن أبي صالح, في قوله " اللاتَّ" قال: اللاتّ: الذي كان يقوم على آلهتهم, يَلُتّ لهم السويق, وكان بالطائف. وقرأ ابن كثير " مناة " وهي مفعلة من النوء فإنهم كانوا يستمطرون الأنواء عندها تبركاً بها ، وقوله " الثالثة الأخرى " صفتان للتأكيد كقوله تعالى: " يطير بجناحيه " أو " الأخرى " من التأخر في الرتبة. شطر من آيات الفصل الثاني من الفصول الثلاثة في السورة تتعرض لأمر الأوثان وعبادتها بدعوى أنها ستشفع لهم والردّ عليهم أبلغ الردّ، وفيها إشارة إلى أمر المعاد وهو مقصد الفصل الثالث. وروى البخاري من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حلف فقال في حلفه واللات والعزى فليقل لا إله إلا الله, ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق" فهذا محمول على من سبق لسانه في ذلك كما كانت ألسنتهم قد اعتادته في زمن الجاهلية, كما قال النسائي: أخبرنا أحمد بن بكار, وعبد الحميد بن محمد قالا: حدثنا مخلد, حدثنا يونس عن أبيه, حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: حلفت باللات والعزى, فقال لي أصحابي: بئس ما قلت!

We will keep fighting for all libraries - stand with us! وقوله: {فلا تزكّوا أنفسكم} تفريع على العلم أي إذا كان الله أعلم من أول أمر فلا تزكّوا أنفسكم بنسبتها إلى الطهارة هو أعلم بمن اتقى. ذكر الخبر بذلك عمن قاله: حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد (أفَرأيْتُمُ اللاتَّ والعُزَّى) قال: كان يَلُتّ السويق للحاجِّ, فعكف على قبره. وقوله: {إن ربك هو أعلم} الخ، تأكيد لمضمون الجملة السابقة وشهادة منه تعالى عليه. قال الواحدي وغيره: وكانوا يشتقون لها أسماء من أسماء الله تعالى، فقالوا من الله اللات، ومن العزيز العزى، وهي تأنيث الأعز بمعنى العزيزة، ومناة من منى الله الشيء إذا قدره. وقف جمهور القراء عليها بالتاء اتباعاً لرسم المصحف، ووقف ابن كثير وابن محيصن عليها بالهاء. قال: ثنا مؤمل, قال: ثنا سفيان, عن منصور, عن مجاهد (أفَرأيْتُمُ اللاتَّ) قال: اللات: كان يلتّ السويق للحاجِّ. وبهذا يظهر استقامة قول من قال: إن الظن في هذه الآية وفي قوله السابق: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} بمعنى التوهم دون الاعتقاد الراجح وأُيِّد بما يظهر من كلام الراغب: إن الظن ربما يطلق على التوهم. والمعنى: إذا كان الأمر على ما ذكرناه من حقية الدعوة وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دعوى الوحي والرسالة من عند الله. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ). يجزي كلاً بعمله إن سيئاً وإن حسناً، ووضع اسم الجلالة وهو ظاهر موضع الضمير للدلالة على كمال العظمة. قوله تعالى: {أم للإنسان ما تمنى} {أم} منقطعة والاستفهام إنكاري، والكلام مسوق لنفي أن يملك الإنسان ما يتمناه بمجرد أنه يتمناه أي ليس يملك الإنسان ما يتمناه بمجرد أنه يتمناه حتى يملك المشركون ما يتمنونه بهوى أنفسهم من شفاعة الملائكة الذين هم أرباب أصنامهم وبنات لله بزعمهم أو يملكوا ألوهية آلهتهم بمجرد التمني.

وقوله تعالى: "وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى" كقوله: "من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه" "ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له" فإذا كان هذا في حق الملائكة المقربين, فكيف ترجون أيها الجاهلون شفاعة هذه الأصنام والأنداد عند الله, وهو تعالى لم يشرع عبادتها ولا أذن فيها, بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله وأنزل بالنهي عن ذلك جميع كتبه ؟. التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). وعبد مناة ابن أد بن طابخة وزيد مناة ابن تميم بن مر يمد ويقصر ، قال هوبر الحارثي: ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة على الشنء فيما بيننا ابن تميم. فإنشاؤهم من الأرض ما جرى عليهم في بدء خلقهم طوراً بعد طور من أخذهم من المواد العنصرية إلى أن يتكونوا في صورة المني ويردوا الأرحام. واختلف القراء في الوقف على اللات ومناة: فوقف بعضهم عليهما بالهاء وبعضهم بالتاء. ويمكن أن يكون قوله: {ولله ما في السماوات} الخ، كلاماً مستأنفاً للدلالة على أن الأمر بالإعراض عنهم لا لإهمالهم وتركهم سدى بل الله. وقال سعيد بن جبير: العزى حجر أبيض كانوا يعبدونه.

قوله تعالى: {ألكم الذكر وله الأنثى تلك إذاً قسمة ضيزى} استفهام إنكاري مشوب بالاستهزاء، وقسمة ضيزى أي جائرة غير عادلة. ومما جاء على القراءة الأخرى قول الحارثي: ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة على السر فيما بيننا ابن تميم. وقال آخرون: بل كانت ببطن نَخْلة. والمراد بتسميتهم الملائكة تسمية الأنثى قولهم: إن الملائكة بنات الله فالمراد بالأنثى الجنس أعم من الواحد والكثير.

قال ابن إسحاق: وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له ريام, وذكر أنه كان به كلب أسود وأن الحبرين اللذين ذهبا مع تبع استخرجاه وقتلاه وهدما البيت. إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ. قلت: وكان يقال لها الكعبة اليمانية, وللكعبة التي بمكة الكعبة الشامية, فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي فهدمه, قال: وكانت فلس لطيء ومن يليها بجبل طيء من سلمى وأجا, قال ابن هشام: فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليه علي بن أبي طالب فهدمه, واصطفى منه سيفين: الرسوب والمخذم, فنفله إياهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فهما سيفا علي. وبهذا المعنى يتعلق قوله: {ليجزي} الخ، واللام للغاية، والمعنى: له الخلق والتدبير وغاية ذلك والغرض منه أن يجزي الذين أساؤا الخ، والمراد بالجزاء ما يخبر عنه الكتاب من شؤون يوم القيامة، والمراد بالإساءة والإحسان المعصية والطاعة، والمراد بما عملوا جزاء ما عملوا أو نفس ما عملوا، وبالحسنى المثوبة الحسنى. وأما العُزَّى فإن أهل التأويل اختلفوا فيها, فقال بعضهم: كان شجرات يعبدونها.