Mon, 20 May 2024 04:10:03 +0000
قال سالم: بأبي وأُمي يا رسول الله حل لنا هؤلاء القوم، قال: كانوا يصلُّون ويصومون ويأخذون سنَّة من الليل ولكن كانوا إذا عرض عليهم شيء من الحرام وثبوا عليه فأدحض الله تعالى أعمالهم. وكذلك جعلناكم أمة وسطا. وقال تعالى "ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم" وقال تعالى "وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين" الآية. قوله تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} قال الراغب في المفردات: العمل كل فعل يكون من الحيوان بقصد فهو أخص من الفعل لأن الفعل قد ينسب إلى الحيوانات التي يقع منها فعل بغير قصد وقد ينسب إلى الجمادات، والعمل قلما ينسب إلى ذلك، ولم يستعمل العمل في الحيوانات إلا في قولهم البقر العوامل. على أنهم إنما عدلوا عن عبادة أرباب الأصنام وهم الملائكة وروحانيات الكواكب ونحوهم إلى عبادة الأصنام والتماثيل لتكون محسوسة غير غائبة عن المشاهدة عند العبادة والتقرب بالقرابين. وفي الكافي أيضاً بإسناده عن عبد الأعلى وبإسناد آخر عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين.
وهذا مع ما تقدم من إعتراض بقولهم: {ما لهذا الرسول يأكل الطعام} الخ، بمنزلة حجة واحدة تلزم الخصم بأحد محذورين ومحصّل تقريره أن الرسالة التى يدّعيها هذا الرسول إن كانت موهبة سماوية واتصالاً غيبياً لا حظ فيها للبشر بما هو بشر فلينزل إليه ملك فيكون معه نذيراً أو يلقي إليه كنز أو يجعل له جنة يأكل منها، وإن كانت خاصة من شأن البشر بما هو بشر أن ينالها يتصف بها فما بالنا لا نجدها في أنفسنا؟ فلولا أُنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا. قوله تعالى: {يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً} تتمة تمني الظالم النادم على ظلمه، وفلان كناية عن العلم المذكر وفلانة عن العلم المؤنث، قال الراغب: فلان وفلانة كنايتان عن الإِنسان، والفلان والفلانة - باللام - كنايتان عن الحيوانات. والمعنى: واذكر يوم يندم الظالم ندماً شديداً قائلاً من فرط ندمه يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ما إلى الهدى أي سبيل كانت. وأما ما هو هذا اليوم الذي أُشير إليه بقوله: {يوم يرون الملائكة} فقد ذكر المفسرون أنه يوم القيامة لكن الذي يعطيه السياق مع ما ينضم إليه من الآيات الواصفة ليوم الموت وما بعده كقوله: { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون}. قوله تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيراً} أي كما جعلنا جؤلاء المجرمين عدواً لك كذلك جعلنا لكل نبي عدواً منهم أي هذه من سنتنا الجارية في الأنبياء واممهم فلا يسوءنك ما تلقى من عداوتهم، ولا يشقن عليك ذلك، ففيه تسلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم. قم بالتسجيل الآن للإستفادة من جميع خدمات الموقع. وأما كونه استئنافاً أو عطفاً على قوله: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا} وكون ما وقع بينهما اعتراضاً فبعيد من السياق، وعليه فلفظه قال على ظاهر معناها والمراد بالقوم هم القادحون في رسالته الطاعنون في كتابه. لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. فالمراد بعدم رجائهم اللقاء إنكارهم للمعاد وتكذيبهم بالساعة ولم يعبّر عنه بتكذيب الساعة ونحوه كما عبّر في الآيات السابقة لمكان ذكرهم مشاهدة الملائكة ورؤية الرب تعالى وتقدس ففيه إشارة إلى أنهم إنما قالوا ما قالوا وطلبوا إنزال الملائكة أو رؤية الرب ليأسهم من اللقاء وزعمهم استحالة ذلك فقد ألزموا بما هو مستحيل على زعمهم. يقول تعالى وكما جعلنا لك يا محمد أعداء يخالفونك ويعادونك ويعانونك جعلنا لكل نبي من قبلك أيضا أعداء فلا يحزنك ذلك كما قال تعالى "ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا" الآية. كتب التخريج والزوائد.

وفي هذه الآيات الثلاث إشعار بل دلالة على أن السبب العمدة في ضلال أهل الضلال ولاية أهل الأهواء وأولياء الشيطان، والمشاهدة يؤيد ذلك. وقال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم يأت أحد بمثل ما جئت به إلا عودي وقوله "شياطين الإنس والجن" بدل من "عدوا" أي لهم أعداء من شياطين الإنس والجن والشيطان كل من خرج عن نظيره بالشر ولا يعادي الرسل إلا الشياطين من هؤلاء وهؤلاء قبحهم الله ولعنهم. الحجر: 8]، فهم في مسألتهم هذه يستعجلون بالعذاب وهم يحسبون أنهم يعجزون الله ورسوله بالحجة. وهذا أيضا فيه انقطاع وروي متصلا كما قال الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا المسعودي أنبأنا أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الحسيحاس عن أبي ذر قال; أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فجلست فقال; "يا أبا ذر هل صليت؟". قال; قلت يا رسول الله وللإنس شياطين؟ قال نعم وذكر تمام الحديث بطوله. انا جعلنا ما على الارض. فقولهم: {لولا أُنزل إلينا الملائكة أو نرى ربنا} إعتراض منهم على رسالة الرسول أوردوه في صورة التحضيض كقولهم في موضع آخر: { لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين}. تفاسير أهل السنة السلفية.

دائماً، وإنما يختلف يوم القيامة مع غيره بزوال الملك الصوري عن الأشياء فيه وثبوته لها في غيره. وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً. الجمعة: 11] كذا قيل، وليس يبعد أن يُقال: إن "أفعل" أو ما هو في معناه كخير بناء على ما رجَّحنا أنه صفة مشبهة تدل على التفضيل بمادته لا بهيئته في مثل هذه الموارد غير منسلخ عن معنى التفضيل والعناية في ذلك أنهم لما اختاروا الشرك والإِجرام واستحسنوا ذلك ولازمه النار في الآخرة فقد أثبتوا لها خيرية وحسناً فقوبلوا بأن الجنة وما فيها خير وأحسن حتى على لازم قولهم فعليهم أن يختاروها على النار وأن يختاروا الإِيمان على الكفر على أي حال، وقيل: إن التفضيل مبني على التهكم. وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا ٱلْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَىٰ رَبَّنَا لَقَدِ ٱسْتَكْبَرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً. اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة: موافق. والمعنى: وأقبلنا إلى كل عمل عملوه - والعمل هو الذي يعيش به الإِنسان بعد الموت - ففرّقناه تفريقاً لا ينتفعون به كالهباء المنثور، والكلام مبني على التمثيل مثّل به استيلاء القهر الإِلهي جميع أعمالهم التى عملوها لسعادة الحياة وإبطالها بحيث لا يؤثر في سعادة حياتهم المؤبدة شيئاً بتشبيهه بسلطان غلب عدوه فحلَّ داره بعد ما ظهر عليه فخرّب الدار وهدم الآثار وأحرق المتاع والأثاث فأفنى منه كل عين وأثر. قلت لا قال قم فصل قال فقمت فصليت ثم جلست فقال يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن. الصافي في تفسير كلام الله الوافي/ الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ).

وهو من بطن القرآن أو من قبيل الجري وليس من التفسير في شيء. على أنهم ذكروا في اعتراضهم السابق نزول الملك ليكون معه نذيراً وفيه تصديقه. تحكي الآيات اعتراضاً آخر من المشركين على رسالة الرسول يردُّون به عليه محصّله أنه لو جاز أن يكون من البشر بما هو بشر رسول تنزل عليه الملائكة بالوحي من الله. وقوله: {ويقولون حجراً محجوراً} فاعل يقولون هم المشركون أي يقول المشركون يومئذٍ للملائكة وهم قاصدوهم بالعذاب: حجراً محجوراً أي لنكن في معاذ منكم، وقيل: ضمير الجميع للملائكة، والمعنى: ويقول الملائكة للمشركين حراماً محرماً عليكم سماع البشرى، أو حراماً محرماً عليكم أن تدخلوا الجن أو حراماً محرماً عليكم أن تتعوذوا من العذاب إلى شيء فلا معاذ لكم هذا، والمعنى الأول أقرب إلى السياق. ولا منافاة بين ما تدل عليه الآية من حبط الأعمال يومئذ وبين ما تدل عليه آيات أُخر أن أعمالهم أُحبطت حينما عملوها في الدنيا بكفرهم وإجرامهم فإن معنى الإِحباط بعد الموت ظهور الحبط لهم بعد ما كان خفياً في الدنيا عليهم وقد تقدم كلام مشبع في معنى الحبط في الجزء الثاني من الكتاب فراجع. الحشر: 16]، وقال فيما يحكي عن الشيطان يوم القيامة: { ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل}}. عن قول الله عز وجل: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} قال: أما والله لقد كانت أعمالهم أشدّ بياضاً من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم حرام لم يدعوه.

لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً. أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً. الحجر: 7]، وتقرير الحجة كما تقدمت الإِشارة إليه أنه لو كانت الرسالة - وهي نزول الملائكة بالوحي أو تكليمه تعالى البشر بالمشافهة - مما يتيسر للبشر نيله ونحن بشر أمثال هذا المدعي للرسالة فما بالنا لا ينزل علينا الملائكة ولا نرى ربنا؟ فهلا أُنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا. إبراهيم: 10]، وقد مرَّ تقريبه مراراً. مجمع البيان في تفسير القرآن/ الطبرسي (ت 548 هـ).

قوله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً} المراد بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم بقرينة ذكر القرآن، وعبر عنه بالرسول تسجيلاً لرسالته وإرغاماً لأولئك القادحين في رسالته وكتابه والهجر بالفتح فالسكون الترك. والمعنى: يا ويلتي - يا هلاكي - ليتني لم أتخذ فلاناً - وهو من اتخذه صديقاً يشاوره ويسمع منه ويقلده - خليلاً. قوله تعالى: {أصحاب الجنة يومئذٍ خير مستقراً وأحسن مقيلاً} المراد بأصحاب الجنة المتقون فقد تقدم قوله قبل آيات: {قل أذلك خير أم جنة الخلد التي وعد المتقون}، والمستقر والمقيل اسما مكان من الاستقرار ومعناه ظاهر ومن القيلولة وهي الاستراحة في منتصف النهار سواء كان معها نوم أم لا - على ما قيل - والجنة لا نوم فيه. وأما توضيح الجواب عن أمر إنزال الملائكة ورؤيتهم فقد أخذ أصل الرؤية مفروغاً منه مسلماً أن هناك يوماً يرون فيه الملائكة غير أنه وُضع الأخبار عن وصفهم يوم الرؤية موضع الاخبار عن أصل رؤيتهم للإِشارة إلى أن طلبهم لرؤية الملائكة ليس يجري على نفعهم فإنهم لا يرون الملائكة إلا يوم يشافهون عذاب النار وذلك بعد تبدل النشأة الدنيوية من النشأة الأخرى كما أشار إليه في موضع آخر بقوله: { ما ننزّل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين}. أن المراد به الموت وهو المسمى في عرف القرآن برزخاً فإن في الآيات دلالة قاطعة على أنهم يرون الملائكة ويشافهونهم بعد الموت قبل يوم القيامة، والمتعين - على ما يقتضيه طبع المخاصمة - في جواب من يجحد رؤية الملائكة أن يذكر له أول يوم يراهم بما يسوؤه وهو يوم الموت لا أن يخاصم بذكر رؤيتهم يوم القيامة وقوله لهم: حجراً محجوراً، وقد رآهم قبل ذلك وعذِّب بأيديهم أمداً بعيداً وهو ظاهر. حمل تطبيق جامع الكتب الإسلامية. أقول: وقد ورد في غير واحد من الروايات في قوله تعالى: {يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً}، أن السبيل هو علي. وفي التعبير عنه تعالى بلفظ ربنا نوع تهكم منهم فإن المشركين ما كانوا يرونه تعالى رباً لهم بل كان عندهم أن أربابهم ما كانوا يعبدونهم والله.

وَقَدِمْنَآ إِلَىٰ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَآءً مَّنثُوراً. وَيَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلْغَمَامِ وَنُزِّلَ ٱلْمَلاَئِكَةُ تَنزِيلاً. الانعام: 93] الآية، وقوله: { إن الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها}. سلة المشتروات فارغة. وهذا الاعتراض مما سبقهم إليه أُمم الأنبياء الماضين كما حكاه الله: { قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا}.

وعن الخليل كان الرجل يرى الرجل الذي يخاف منه القتل في الجاهلية في الأشهر الحرم فيقول: حجراً محجوراً أي حرام عليك التعرض لي في هذا الشهر فلا يبدؤه بشر وعن أبي عبيدة: هي عوذة للعرب يقولها من يخاف آخر في الحرم أو في شهر حرام إذا لقيه وبينهما ترة. ولو أراد ربك -جلَّ وعلا- لحال بينهم وبين تلك العداوة، ولكنه الابتلاء من الله، فدعهم وما يختلقون مِن كذب وزور. طريق أخرى عن أبي ذر "قال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا الحجاج حدثنا حماد عن حميد بن هلال حدثني رجل من أهل دمشق عن عوف بن مالك عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شر شياطين الإنس والجن؟ قال; قلت يا رسول الله هل للإنس من شياطين؟ قال; نعم. " عن الشق الأول بما تقدم تقريره، وعن الثاني بأنهم سيرون الملائكة لكن في نشأة غير هذه النشأة الدنيوية، والجواب في معنى قوله: { ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذاً منظرين}. التبيان الجامع لعلوم القرآن/ الطوسي (ت 460 هـ). وقوله تعالى: {لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوّاً كبيراً} أي أُقسم لقد طلبوا الكبر لأنفسهم بغير حق وطغوا طغياناً عظيماً. ثم يفسحان يعنى الملكين في قبره مد بصره ثم يفتحان له باباً إلى الجنة ويقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم فإن الله يقول: {أصحاب الجنة يومئذٍ خير مستقراً وأحسن مقيلاً}. فيه أخرج سمويه في فوائده عن سالم مولى أبي حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليجاء يوم القيامة بقوم معهم حسنات مثال جبال تهامة حتى إذا جيء بهم جعل الله تعالى أعمالهم هباء ثم قذفهم في النار. ويؤيد ما ذكرناه من التقرير إطلاق إنزال الملائكة ورؤية الرب من غير أن يقولوا: لولا أُنزل علينا الملائكة فيصدقوك أو نرى ربنا فيصدقك.

وفي الدر المنثور أخرج أبو نعيم من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان عقبة بن أبي معيط لا يقدم من سفر إلا صنع طعاماً فدعا إليه أهل مكة كلهم وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويعجبه حديثه وغلب عليه الشقاء. وقد روي من وجه آخر عن أبي ذر رضي الله عنه قال ابن جرير حدثنا المثنى حدثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح أبي عبد الله محمد بن أيوب وغيره من المشيخة عن ابن عائذ عن أبي ذر قال; أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلس قد أطال فيه الجلوس قال; فقال "يا أبا ذر هل صليت" قلت لا يا رسول الله قال "قم فاركع ركعتين" قال ثم جئت فجلست إليه فقال "يا أبا ذر هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس" قال; قلت لا يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟ قال; "نعم هم شر من شياطين الجن". العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير، جمعه خالد السبت. ومن لطيف التعبير قوله في الآية السابقة: {يا ليتني اتخذت} الخ وفي هذه الآية: {يا ويلتي ليتني لم أتخذ} الخ فإن في ذلك تدرّجاً لطيفاً في النداء والاستغاثة فحذف المنادى في الآية السابقة يلوح إلى أنه يريد أي منج ينجيه مما هو فيه من الشقاء وذكر الويل بعد ذلك - في هذه الآية يدل على أنه بان له أن لا يخلصه من العذاب شيء قط إلا الهلاك والفناء، ولذلك نادى الويل. تفسير صدر المتألهين/ صدر المتألهين الشيرازي (ت 1059 هـ). وكذا رواه الحافظ أبو بكر بن مردوية في تفسيره من حديث جعفر بن عون ويعلى بن عبيد وعبيد الله بن موسى ثلاثتهم عن المسعودي به. " وليس من البعيد أن يكون الكلام كناية عن انكشاف غمة الجهل وبروز عالم السماء وهو من الغيب وبروز سكانها وهم الملائكة ونزولهم إلى العالم الأرضي موطن الإِنسان. وقال بعضهم: الملك بمعنى المالكية ويومئذٍ متعلق به والحق خبر الملك، وقيل: يومئذٍ متعلق بمحذوف هو صفة للحق، وقيل: المراد بيومئذٍ هو يوم الله، وقيل: يومئذٍ هو الخبر للملك والحق صفة للمبتدأ، وهذه أقوال ردية لا جدوى لها.

فالظاهر أن الآية والآيتين التاليتين ناظرة إلى حالهم في البرزخ تصف رؤيتهم للملائكة فيه، وإحباط أعمالهم فيه، وحال أهل الجنة التي فيه. فظهر أن صدر الآية مسوق لتسلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذيله للاستغناء عن المجرمين من قومه، وفي قوله: {وكفى بربك} حيث اخذ بصفة الربوبية مضافة إلى ضمير الخطاب ولم يقل: وكفى بالله تأييد له. فقوله: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين} يوم - على ما قيل - ظرف لقوله: {لا بشرى} وقوله: {يومئذٍ} تأكيد له، والمراد بقوله: {لا بشرى} نفي للجنس، والمراد بالمجرمين كل متصف بالإِجرام غير أن مورد الكلام إجرام الشرك والمجرمون هم الذين لا يرجون اللقاء، وقد تقدم ذكرهم والمعنى: يوم يرى هؤلاء الذين لا يرجون لقاءنا الملائكة لا بشرى - على طريق نفي الجنس - يومئذٍ للمجرمين وهم منهم. وَكَذٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوًّا شَيٰطِيۡنَ الۡاِنۡسِ وَالۡجِنِّ يُوۡحِىۡ بَعۡضُهُمۡ اِلٰى بَعۡضٍ زُخۡرُفَ الۡقَوۡلِ غُرُوۡرًا ؕ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوۡهُ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُوۡنَ. قوله تعالى: {يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذٍ للمجرمين ويقولون حجراً محجوراً} في المفردات: الحجر الممنوع منه بتحريمه قال تعالى: {وقالوا هذه أنعام وحرث حجر} {ويقولون حجراً محجوراً} كان الرجل إذا لقي من يخاف يقول ذلك فذكر تعالى أن الكفار إذا رأوا الملائكة قالوا ذلك ظناً أن ذلك ينفعهم. والباء في قوله: {تشقق السماء بالغمام} أما للملابسة والمعنى تتفتح السماء متلبسة بالغمام أي متغيمة، وإما بمعنى عن والمعنى تتفتح عن الغمام أي من قبل الغمام أو تشققه. قوله تعالى: {وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أُنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتواً كبيراً} قال في مجمع البيان: الرجاء ترقّب الخير الذي يقوى في النفس وقوعه ومثله الطمع والأمل، واللقاء المصير إلى الشيء من غير حائل، والعتوّ الخروج إلى أفحش الظلم. فبلغ ذلك أُبيّ بن خلف فأتاه فقال: أصبوت يا عقبة؟ - وكان خليله - فقال: لا والله ما صبوت ولكن دخل عليَّ رجل فأبي أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له فاستحييت أن يخرج من بيتي قبل أن يطعم فشهدت له فطعم، فقال: ما أنا بالذي أرضى عنك حتى تأتيه فتبزق في وجهه ففعل عقبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا ألقاك خارجاً من مكة إلا علوت رأسك بالسيف فاسر عقبة يوم بدر فقتل صبراً ولم يقتل من الاسارى يومئذٍ غيره. أو يراه تعالى فيكلمه وحياً لكان الرسول وسائر البشر سواء في هذه الخصيصة فإن كان ما يدَّعيه من الرسالة حقاً لكنّا أو كان البعض منا يرى ما يدَّعي رؤيته ويجد من نفسه ما يجده. الحجر: 8] وسيجيء تقريره، وفي الآيات إشارة إلى ما بعد الموت ويوم القيامة. الميزان في تفسير القرآن. وفي الكافي بإسناده عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله. ومعنى: جعل العدو من المجرمين أن الله جازاهم على معاصيهم بالختم على قلوبهم فعاندوا الحق وأبغضوا الداعي إليه وهو النبي فلعداوتهم نسبة إليه تعالى بالمجازاة.

ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً. وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً. حمل الآن التطبيق وتمتع بالمزامنة بين الأجهزة، تنزيل الكتب، إضافة التعليقات، إنشاء مجموعاتك الخاصة، وأكثر من ذلك بكثير…. قم بإضافة الكتب التي ترغب بشراؤها إلي سلة المشتروات. قال عبد الرزاق حدثنا معمر عن قتادة في قوله "شياطين الإنس والجن" قال من الجن شياطين ومن الإنس شياطين يوحي بعضهم إلى بعض قال قتادة وبلغني أن أبا ذر كان يوما يصلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم "تعوذ يا أبا ذر من شياطين الإنس والجن" فقال أو إن من الإنس شياطين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "نعم" وهذا منقطع بين قتادة وأبي ذر.

وفي الدر المنثور أخرج عبد الرزاق والفاريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم عن على بن أبي طالب قال: الهباء ريح الغبار يسطع ثم يذهب فلا يبقى منه شيء فجعل الله أعمالهم كذلك. قوله تعالى: {لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإِنسان خذولاً} تعليل للتمني السابق، والمراد بالذكر مطلق ما جاءت به الرسل أو خصوص الكتب السماوية وينطبق بحسب المورد على القرآن. تفسير القرآن/ علي بن ابراهيم القمي (ت القرن 4 هـ). وقيل: المراد أن السماء يشقها الغمام وهو الذي يذكره في قوله: { هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور}. والظاهر أن المراد بالظالم جنسه وهو كل من لم يهتد بهدي الرسول، وكذا المراد بالرسول جنسه وإن انطبق الظالم بحسب المورد على ظالمي هذه الأُمة والرسول على محمد صلى الله عليه وآله وسلم. أقول: والرواية - كما ترى - تجعل الآية من آيات البرزخ، وتشير بقوله: ويقال له: نم، "الخ" إلى نكتة التعبير في الآية بالمقيل فليتنبه. تفسير ميسر: وكما ابتليناك -أيها الرسول- بأعدائك من المشركين ابتلينا جميع الأنبياء -عليهم السلام- بأعداء مِن مردة قومهم وأعداء من مردة الجن، يُلقي بعضهم إلى بعض القول الذي زيَّنوه بالباطل؛ ليغتر به سامعه، فيضل عن سبيل الله. في حديث وضع المؤمن في قبره.